تربية و التعليم

الاضطربات النفسية التي تؤدي للانتحار

انفاس بريس 24: بقلم: يوسف باجا /   طالب علم النفس الاكلنيكي

ارتفعت معدلات الانتحار بعدد من المدن المغربية في الآونة الأخيرة وتظل الأسباب المؤدية إلى الانتحار نفسية في المقام الأول بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية أصبحت حالات الانتحار حوادث متكررة بشكل يثير الرعب في المجتمع معظم الأحيان تكون أسباب الانتحار نفسية مثل الاكتئاب أو الاضطراب المزاجي ذي القطبين أو كل حالات الذهان، أما في بعض الحالات فيكون الانتحار نتيجة أزمة اقتصادية أو بعد فضيحة اجتماعية أو ارتكاب جريمة مّا لا يكاد يمر يوم أو يومان، في الفترات الأخيرة، حتى تهتز إحدى المدن أو القرى بخبر إقدام مواطن على وضع حد لحياته بإحدى الطرق المفجعة، والتي تتنوع ما بين الغرق أو السقوط من أعالي البنايات، أو قطع أحد الشرايين الدموية، أو تناول مواد سامة، أو إضرام النار في الذات، أو اللجوء إلى حبل المشنقة الاختياري هناك اضطرابات نفسية وراء التفكير في الانتحار؟ وهل توجد علامات تقول أن هذا الشخص يجب أن يزور اخصائي نفسي ؟
اضطرابات نفسية وراء الأفكار الانتحارية

الاكتئاب الحاد

الاكتئاب هو المرض النفسي الأكثر شهرة، والذي يُدخل المصاب في حالة من اليأس والشعور بعدم الجدوى.

الانتحار هو الخطوة الأخيرة في أعراض الاكتئاب الحاد، الذي يجعل المريض يرغب في الانسحاب من الحياة بجميع مظاهرها؛ فيميل للانعزال عن الناس، وتتأثر أنشطة حياته اليومية فلا يستطيع العمل، ويهمل مظهره ونظافته الشخصية، كما تنخفض مستويات الطاقة لديه، ويصبح غير قادرا على بذل المجهود.

اضطراب الشخصية الحدية

ستحتار كثيرا في فهم الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية؛ فقد سُميت بهذا الاسم بسبب أنها تتقلب على الحدود بين الأبيض والأسود دون أي تدرج في التفكير والمشاعر؛ فالمريض ينقلب فجأة بين الغضب العنيف والهدوء، أو الحب الشديد لشخص ما والكره الشديد لنفس الشخص، أو بين تقدير النفس والشعور بالدونية.

سمة مهمة أخرى تميز المصابين باضطراب الشخصية الحدية، وهي إيذاء النفس من خلال جرح الجسد بآلة حادة أو العض أو الحرق أو ضرب الرأس بعنف.

الاضطراب ثنائي القطب

بالنسبة لغير المتخصصين فسيختلط الأمر عليهم عند التفريق بين المصابين بالشخصية الحدية والاضطراب ثنائي القطب.

ففي الاضطراب ثنائي القطب يتأرجح المصاب بين نوبات الاكتئاب الشديدة، وبين نوبات الهوس، وهي حالة مرضية من الابتهاج الشديد الذي يصل بالمريض إلى حد الشعور بالعظمة والمبالغة في تقدير الذات.

فالاضطربان يتشابهان في تأرجح المشاعر، لكن في «ثنائي القطب» تستمر النوبة الواحدة لمدة أسبوع على الأقل، بينما في الشخصية الحدية قد يتقلب «مزاج» المريض في اليوم الواحد عدة مرات، كما أنه لا يُصاب بنوبات الهوس.
اضطرابات القلق
المصاب باضطرابات القلق سيشعر أن الأفكار عبارة عن وحش يطارده دون توقف؛ فهو دائما يشعر بالقلق والخوف المبالغ فيه دون سبب واضح، أو لأسباب لا تستدعي كل هذا القلق، مثل الخوف من المستقبل أو الخوف من الموت، ويتوقع دائما أن الأسوأ سيحدث، وتراوده الأفكار الانتحارية كرغبة في التخلص من كل هذا.اضطرابات القلق تصاحبها أعراض أخرى جسدية، مثل سرعة ضربات القلب أو صعوبة التنفس أو توتر العضلات أو الصداع أو اضطرابات الجهاز الهضمي.

الإدمان
يعتقد الناس أن الإدمان مجرد حالة شديدة من التعود أو الاعتمادية، ولكن الحقيقة أن الإدمان يُصنف كمرض نفسي، بعد أن وجدت الدراسات مراكز في المخ مسئولة عن الإصابة بالإدمان أو هذه الحالة من الاعتمادية الشديدة، وفقا للجمعية الأمريكية للطب النفسي.

والدليل على ذلك أن علاج الإدمان يعتمد أساسا على العلاج النفسي، وتغيير سلوكيات المريض وأفكاره؛ فلو توقف المُدمن عن تعاطي المخدرات دون الاستمرار في العلاج النفسي، ستحدث له انتكاسة حتمًا.

أسباب غير مرضية تؤدي للانتحار

لا يجب أن يكون الشخص مريضا نفسيا حتى يفكر في الانتحار، فهناك عوامل أخرى يوجزها استشاري الطب النفسي في:
– التعرض لصدمة نفسية شديدة.
– الصدمات العاطفية وخصوصا عند المراهقين.
– ضغوط الحياة اليومية مثل الضائقة المالية.
علاج الأفكار الانتحارية
إذا راودتك الأفكار الانتحارية أو شعرت أن حالتك تتشابه مع أحد الاضطرابات النفسية السابقة، فيجب زيارة الطبيب النفسي او الاخصائي؛ فمعظم الحالات التي تهدد بالانتحار، تُنفذ فعلا إذا لم تتلقَ العلاج المناسب علاج الأفكار الانتحارية يعتمد أساسا على تحديد السبب أو المرض الذي أدى إليها

وأشهر أنواع العلاج النفسي للأفكار الانتحارية هو العلاج المعرفي السلوكي، الذي يعتمد على تغيير أفكار المريض وسلوكياته تجاه المشاكل التي أدت إلى الاضطرابات النفسية أو الأفكار الانتحارية، سواء أكانت صدمات نفسية أو فشل لعلاقات عاطفية، أو غيرها.

خطوات تساعد في العلاج
جزء كبير من العلاج يعتمد على الشخص نفسه، ولذلك ينصح الاخصائي النفسي ببعض الخطوات التي تساعد على التخلص من الأفكار الانتحارية أو الوقاية منها مثل:

الاندماج في المجتمع
الأشخاص الذين تراودهم الأفكار الانتحارية يجب ألا يستجيبوا لرغبتهم في الانعزال عن المجتمع؛ فالاندماج مع الآخرين أو في العمل هو جزء أساسي من العلاج مع الانتظام في زيارة المختص
الحصول على الدعم النفسي
عن طريق الجلسات النفسية مع المختص .

بقلم: يوسف باجا
طالب علم النفس الاكلنيكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى