أنفاس بريس 24: بوشعيب مونتاجي
من داخل جدران المدارس المغربية، تتعالى اليوم أصوات الأساتذة والإداريين وهم يعبرون عن واقع مقلق أصبح يطبع الحياة التعليمية اليومية. فوسط إزدحام الأقسام وتزايد التحديات، تجد المؤسسة التعليمية نفسها مضطرة للقيام بأدوار تتجاوز وظيفتها الأصلية في التعليم والتكوين، لتتحمل عبئ غياب الدور التربوي للأسرة.
لقد تحولت المدرسة، التي كان يفترض أن تكون فضاءا لإكتساب المعرفة وبناء الكفاءات، إلى مجال لتقويم السلوك وتلقين القيم الأساسية التي كان يجب أن تغرس في البيت أولا كالإحترام – الإنضباط -المسؤولية والتعاون. فأمام تراجع دور الأسرة في المتابعة والتربية، أصبح المدرسون في مواجهة يومية مع مظاهر سلوكية مقلقة من عنفٍ داخل الفصول ولا مبالاة وضعف في التركيز، إلى الإدمانٍ على الهواتف والإنفلاتٍ الأخلاقي يهدد توازن العملية التعليمية.
ويرى العديد من الفاعلين التربويين أن هذه السلوكيات ليست سوى نتيجة مباشرة لضعف التواصل داخل الأسرة وغياب الرقابة والتوجيه، وهو ما جعل المدرسة تتحمل ما لا طاقة لها به في غياب دعم حقيقي من الآباء والأمهات.
ورغم هذا الواقع المقلق، فإن الأمل ما زال قائما بفضل مجموعة من الأسر ما تزال تؤمن بأن التربية مسؤولية مشتركة، وتحرص على متابعة أبنائها، والتواصل المستمر مع الأطر التربوية، ما ينعكس إيجابا على سلوك التلاميذ ومستواهم الدراسي.
الأطر التربوية تؤكد أن المدرسة ليست بديلا عن الأسرة، بل شريكا أساسيا في بناء الإنسان، وأن نجاح العملية التعليمية لا يتحقق إلا من خلال إنخراط حقيقي وفعال من طرف الأسرة في متابعة أبنائهم والتفاعل المستمر مع المدرسة، لأن التربية – قبل أن تكون درسا يلقن – هي قدوة تعاش داخل البيت.
أضف تعليق