اقلام حرة

شغف الكتابة وحوار الذات

انفاس بريس 24:

بقلم: محمد لحميسة

لطالما أردت الكتابة عن البهجة والسرور والفرح لكن لا اعرف كيف.. لا أدري كيف سابدأ وماهي الكلمات التي ستعبر عن ذلك الاحساس.. ولا ادري لحد الأن السبب!  ألانني لم أعش ذلك الاحساس بعمق؟  ألانني لم اعرف كنه هذا الشعور.. ولم يحصل ان غاصت الفرحة بداخلي لكي تلهمني للكتابة.. كل ذلك الفرح كان كئيبا.. كان مزيفا.. كان هروبا من الواقع ومن الالام لذلك لم يسبق ان تلذذت بداك الاحساس وسبرت اغواره.. وعرفت كيف أعبر عنه.. كانت وتزال روحي منخورة بالبؤس والشقاء.. روح كاتب يتألم.. يتأوه بدون نبس شفة.. كاتب يصرخ بدون ان يفتح فمه… فقط أمثاله ممن يقرؤون كتاباته يعرفون صدى هذا الصراخ ولأي حد هو قوي.. روح كاتب يبكي وينوح بدون ان يواسيه أحد.. دموعه حبر ازرق يعرف مساره نحو الورق الابيض.. لقد كان يبكي ويصرخ كل يوم بدون ان يفطن له الاخرون.. كان صامتا ومتقدا من الداخل.. ألسنة النار واللهب تشتعل بداخله فيما هو هادئ..  ومظهره يوحي بالسلام والود الذي لا نظير له.. أثناء ذلك كنت غارق في حوار داخلي تتلاشى كلماته بمجرد ان أفكر بأن أعبر عنه بالقلم.. يأبى الخروج من عقلي وداخلي.. كالأسماك التي حثم عليها تكوينها البيولوجي العيش في البحار وإن خرجت من الماء تموت.. كذلك كان حواري الداخلي فإن بيئته الوحيدة التي يعيش فيها هي عقلي وتضل محاولات إخراجه للواقع عبثية لا أقل ولا أكثر.. وفي إنتظار معجزة تخلصني من العواصف التي تزلزل دواخلي سأظل أكتب وأصرخ وأعوي وأبكي ولن تسمعوا ذلك او تروه فقط يمكنكم قراءته!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى