ثقافة و فن

طواف العشق للشاعرة دنيا الحسني/ العراق

طَوافُ العِشْق للشاعرة دنيا الحسني / العراق

أنفاس بريس 24: الشاعرة دنيا الحسني

طَوافُ العِشْق

بَينَ جْدرانُ الرُّوح

أَخْتَلي بْهِ وأَحْجُ إليّهِ كُلَ مَّسْاء

أَطْوفُ بِجَناحِ رُّوحِي

وأَحْلقُ فْي مَلكُوتِ العْشق ِ

أَسْمو بِرُوح ٍ تَتوقُ للمَّدى الأَبْعد

لا أَنْظرُ إلى الأَعْلى كَي أَلتَمِسَ

حضُوَرهُ مِنْ السَّماء ِ بَل أَغْمِضُ عَيْناي

وأَذْهَبُ بِعَينُ قَلبّي إلى الأَعْماق ِ

يَتجَلى مَعهُ جَّوهَرُ الرُوح

أُرَددُ أَورادَ العِشْق وَالنُور بِأَي إتْجاه

لَيسَ فْي غَربٍ ولا فْي شَرق ٍ

إنَهُ فْي بَيتِ قَلبّي سَاكِناً

فَصَار قَلبّي قْبلَةَ رُوحِي

أُصَلي صَلاةَ الحُبِّ تَّروِية

فَتَصْطَفُ جَوارِحْي وَيأَتَم بِها الفُؤادِ

ولَّما دَّنا طَائِفٌ مِنهُ عَرَفْتهُ هوَ الحَّبِيب

فَجَادَ لي مِنْ لُطفْهِ دَلالاً وحَناناً

يُكَللُنِي بِحَضْرَتهِ الأَمان

أَدورُ حَولَ نَفْسِي طَوافَ العَاشْقِين

أُناجِيه مُناجَاة المُحبِين

خُذنِي إليْك فَأنا لا شَيءْ بْدونِك

مَعَكَ أَرى كْلتَا الحَياتَين جَنَتان

وَتَلاشْى الأَنا مْنِي فَصْرتُ بِلا عْنوَان

فَصَارَ عْنوَاني هَواهُ السَّلام

عَانْقتُهُ وعْهُودَهُ فْي ضَّميِري تُّصان

وَسَرَحْتُ فْي مَلكُوتِ الرَّحْمن

فَما عِدتُ أُدرِك إنْي إنْسان

أَنا الفَراغُ لا يَملَئُني إلاحُبَّه

وَخَلِجاتُ نَفْسِي عْتمَةُ ظَّلام

لا تُضِيءْ إلا بِطَوافِ عْشقِ السِجُود

أُناجْيه خُذنِي إليكَ يَارَّبْ الوجّود

مُّدَ خْلودكَ عَبْرَ صَومَعَةَ

صُوفيٌ فْي إيمانُهِ عَاشقٍ وَلهْان

يَتنَفسُ مْن مَشاعْرهِ بِكَلِماتٍ

لتَرفَعها بِقُدرتِكَ مَعْنى للحَياة

أَوقَدتُ مِنْها كُلَ شْمُوعي

حِينَ تَكونُ الرُؤى و الأَحْلام

مشَاهَدةٌ و سَفرٌ و تِجْوال

فْي أَرضِ الحَقيقَةِ أَتَوضأ

مِنْ نُورهِ وَ أَتَعبَدْ فْي مْحرابّهِ

لا أَبْرَحْ حَتى أَبلُغَ ثَمالَةَ العِشْق

كَراهبٌ حَيرَان

فْي دَيرِ جَمالِهِ مَا يَسْري

فْي نَسَغْي مِنْ عْشقهِ المُقَدسْ

أَثرٌ مِنْ تَراتيلِ الرُّوح

وَدَهشَةٌ فْي الكَونِ أَثرَ بَدائعْهِ

فْي غَايةِ الوضُّوح

لِي مَعَ الطَبيعَة أَبجَديات الحُبِّ

أَصوغُ مِنها تَرنيِمةُ صَّلاة

تُحِيلُها عَواصِفُ وجْدانِي بِأَرضِ فُلاة

وَلي مَعهُ صَبابّةٌ كُلَما سَّجدتُ

فْي مْحرّابِ هَواه

تَعلَقتْ خَلجاتُ وجدَاني بِسَناه

وَبْتُ أُحْصِي النْجُومُ بِسماءِ رِضاه

فَالقَلبُّ يَخْفقُ بِنَسائْمِ بَرهِ وَعَطاءه

وَروحي فْي رِّحلَةِ التَّسلِيم تُحَلقُ نَحْوَه

فَيَهربُ فُؤادِي مِنْ شْدَةِ أَشوَاقِي إليِّه

وَيرَتمَي بِالعْشقِ شَهِيداً بَينَ يَّدَيه

اللوحة المعبرة مع القصيدة

٠

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى