مجتمع مدني

سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان  و الكفالة في العالم العربي  في حوار خاص 

سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان  و الكفالة في العالم العربي  في حوار خاص 

أنفاس بريس 24: أجرى الحوار ؛ محمد الصفى

سمية مسرور، خريجة المعهد العالي للصحافة والاتصال د طلال ، راكمت تجربة متميزة في المجال الإعلامي، عُرفت من خلالها بطرحها المختلف والجريء لقضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي، حيث مزجت بين الحكاية الشخصية والرسالة المجتمعية، هذا وقد أثبتت سمية قوتها الإعلامية في تجربتها العملية في الجنوب المغربي، وتحديدًا في مدينة الداخلة، حيث تألقت في نقل تفاصيل الواقع الاجتماعي والثقافي للمنطقة، مما جعلها واحدة من الأصوات الإعلامية المميزة في المغرب. مؤخرا انضمت إلى طاقم إذاعة “أضواء إف إم الدولية” كمذيعة ومعدة برامج ذات طابع إنساني وثقافي لتدخل تجربة جديدة تمكنها من الانفتاح ح على القضايا العميقة بصوتٍ صادقٍ ومؤثربشهادة كبار الإعلاميين المغاربة و الأجانب، لهذا كان لجريدتنا لقاء حصريا معها لإبراز نبذة من مسيرتها الإعلامية .

ممكن بطاقة تعريفية للمتتبعين ؟

بداية، أود أن أعبّر عن شكري وامتناني لهذه المساحة التي منحتموني إياها، فهي لا تُعطى فقط لطرح الكلمات، بل لزرع الشعور، وتجديد صلة الوصل بيني وبين القارئ الكريم، الذي أراه شريكًا في رحلتي لا مجرد متلقٍ لها.

أنا سمية مسرور، إعلامية وصحفية، وناشطة في مجال رعاية الأيتام والأطفال المتخلى عنهم، والاحتضان ومصممة جرافيك وبطلة رياضية سابقة، سمية هي فتاة حملت أحلامها الصغيرة في قلب كبير، وسعت بها رغم الطرق الملتوية، فكان لي، بفضل الله، أكثر مما تمنيته يومًا.

ولدتُ من رحم الحكاية، وكبرتُ في حضن الاحتضان، ووجدت في هذه التجربة المتعددة المعاني بوابة للحياة، ومساحة للرسالة تحتاج جدا لمن يتحدث عنها، لم أختر كيف بدأت حياتي، لكنني اليوم أختار كيف أرويها، وكيف أحول كل ألم فيها إلى أمل لغيري، وكل سؤال فيها إلى صوت مسموع.

باعتبارك إحدى الوجوه الإعلامية المغربية التي يمكن القول أنها وجهت اهتماماتها كلها لقضية الأطفال المتخلى عنهم و قضية الاحتضان و كفالة اليتيم لدرجة تلقيبك بلقب ” حاملة راية الاحتضان ” و ” ممثلة الكفالة بالمغرب ” ماذا يمكنك القول حول هذا؟

ليس من السهل أن تكون أحد الأصوات المعبّرة عن قضايا وطنك داخل فضاء عربي واسع تتعدد فيه الأصوات والرؤى، لكن أن أكون أول صوت يحمل هوية مغربية في عالم الاحتضان العربي، فذلك شرف كبير ومسؤولية أكبر، أنا لا أتحدث فقط عن تجربتي الشخصية، بل عن وطن احتضنني، ومجتمع رعى خطواتي بحب وتقدير، بدءًا من الأسرة والعائلة إلى كل شرائح المجتمع المغربي، ذلك الوطن الذي عُرف عبر التاريخ بكرمه وتضامنه وحرصه على التكافل، والذي جسّد فيّ هذا المعنى بكل صدق، ومن جانب آخر، كان لحضوري في هذا العالم الممتد رافد خاص ومميز، تمثل في المرأة التي شكّلت علامة فارقة في مساري: معالي الدكتورة عائشة البوسميط، التي كانت لي أمًّا ورفيقة درب. رعايتها لي، ودعمها غير المشروط، وتجربتها الثرية التي تشاركتها معي، جعلت من مشواري تجربة استثنائية بكل المقاييس. لقد كانت وما زالت تجسيدًا لمعنى “الاحتضان عن بُعد”، وأيقونة خليجية رافقتني بخطى واثقة، وفتحت أمامي آفاقًا كانت لتبقى بعيدة لولا دفئها وثقتها، منذ سنة 2013، وأنا أحمل هذه الرسالة بكل ما فيها من مسؤولية وأمل، لم تكن مجرد قضية بالنسبة لي، بل كانت وما زالت مسار حياة، اخترت أن أكون فيه صوتًا لا يخفت، ورسالة لا تبهت، وأملاً يُبقي النور مضاءً في عيون من ظنّوا أن لا أحد يراهم. لقد كبرتُ مع هذه الرسالة، وشهدت كيف أن الكلمة الصادقة، والجهد المستمر، والنية الخالصة، يمكنها أن تترك أثرًا لا يُنسى. وها أنا اليوم، بعد سنوات من البدايات البسيطة، أزداد يقينًا بأن هذا الطريق، رغم ما فيه من تحديات، هو أجمل ما منحتني إياه الحياة.

هل هناك ارتباط بهذا الموضوع بحياتك الشخصية ؟

نعم… هذه الرسالة مرتبطة بي بشكل لا يمكن فصله، لم تكن يومًا مجرد قضية أتحدث عنها، بل كانت وما زالت قصتي، رحلتي، وتفاصيل عمري أنا بنت هذا العالم، عشت الاحتضان / الكفالة واقعًا قبل أن أكتبه أو أعبّر عنه، كل كلمة أنطق بها، وكل صوت أرفعه من أجل طفل أو عائلة، هو امتداد لما عشته وشعرت به ذات يوم، حين أتحدث عن الكفالة/الاحتضان، فأنا لا أحكي عن الآخرين فقط… بل أروي عني، عن محاولاتي لفهم ذاتي، وعن كل مرة كان فيها الحب أقوى من الغياب، وكل مرة صنعت فيها العائلة من الحنان، لا من الدم فقط.

هي رسالتي لأنني كنت يومًا تلك الطفلة التي تحتاج لصوت، وأنا اليوم أحاول أن أكون لها ولكل من يشبهها ذلك الصوت منذ بداياتي الأولى في الإعلام، كان هدفي واضحًا: أن أُحدث فرقًا، أن أروي الحكايات المسكوت عنها، وأن أفتح أبواب الحوار حول قضايا ظلت طويلاً في الظل، قضية الأطفال المتخلى عنهم، والاحتضان، والكفالة… لم تكن كلمات في تقارير، بل كانت نبضًا حيًا في كل ما أقدّمه، الإعلام ساعدني على أن أكون الجسر، الصوت، والمرآة. وربما لهذا السبب أعتز بلقبي كـ’حاملة راية الاحتضان’… لأن الإعلام مكّنني من أن أكون أقرب، أن أكون أكثر صدقًا، وأكثر تأثيرًا، وحتى أن اختياري الدراسي من أسبابه الكبرى الحديث عن رسالة الاحتضان والكفالة.

من أين جاءتك هذه الجرأة للخوض في هذه المواضيع ، و هل من سند لك؟

الجرأة أولًا أتت من الزمن الذي عاصرته، وهو عصر الحداثة في بلادي، وزمن أُعطي فيه الحق للمرأة في الظهور والمشاركة في شتى المجالات. وهنا، أستمد وجودي من الثقة السامية والغالية التي منحها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لنا نحن الشباب، منذ توليه عرش أسلافه الميامين، وفي ذات السياق، لم تكن الجرأة وليدة لحظة، بل كانت ثمرة رحلة طويلة من البحث عن ذاتي، ومن مواجهتي لأسئلتي قبل أسئلة الناس. كنت دائمًا أؤمن أن الصمت لا يصنع التغيير، وأننا حين نتحدث عن الحقيقة نفتح بابًا للشفاء، لنا ولغيرنا.

ومن جانب آخر الجرأة كما أسميتها جاءت من الألم، ومن الحب أيضًا… من الرغبة في أن لا يعيش أحد ما عشته من تساؤلات بصمت، ومن الإيمان بأن لكل طفل متخلى عنه الحق في أن يُسمَع صوته، ويُحتَضن بكرامة، ومن هنا، وبدعم من محيطي، وإيماني العميق برسالتي، كانت الجرأة سبيلًا نحو الأثر، والحب لغة أتحدث بها، والاحتضان قضيتي التي سأظل وفيّة لها ما حييت، أما عن السند هناك الأسرة الصغيرة ، ماما عائشة ، العائلة ، هناك أبناء وطني ، وبكل تأكيد هناك أيضا فعاليات كثيرة وعلى رأسها طبعا العزيزة يمه أنيسة، الأسر الحاضنة ، وأخواني وأخواتي من المحتضنين.

هل تعتبرين موضوع الحديث عن الاحتضان و الكفالة و مدى علاقتهما بالأطفال المتخلى عنهم لا يحضى باهتمام المجتمع العربي ؟

بالعكس تماما فقد أصبحت مسألة الاحتضان والكفالة أكثر حضورًا من أي وقت مضى في المجتمعات العربية، هناك جهود مستمرة على مختلف الأصعدة لتحفيز المجتمع على تبني هذه القضايا الإنسانية الهامة، ومع أن الديناميكيات الحالية تبعث على الأمل، إلا أن هناك حاجة لفتح المزيد من النقاشات حول بعض الجوانب التي لم تحظَ بما يكفي من الانتباه.

من بين هذه الجوانب، نحتاج إلى مناقشة التحديات النفسية التي يواجهها الأطفال الذين يتم احتضانهم، وكذا التعامل مع الأبعاد العاطفية التي قد تؤثر على الأسر الحاضنة، في المقابل، هناك أيضًا ضرورة لإيجاد آليات قانونية أكثر تسهيلًا، كي تضمن حقوق الأطفال المحتضنين بشكل أفضل، وتدعم الأسر بشكل دائم، المجتمع العربي بحاجة إلى مزيد من الانفتاح والوعي حول هذه المواضيع، لا سيما من خلال تعزيز الحوار وتوسيع نطاق الاهتمام بقضايا الاحتضان والكفالة.

في نظرك ما هي أكثر الدول العربية التي تسجل أكثر هذه الحالات و إلى ما ترجع الأسباب؟

عنا نتحدث عن المملكة المغربية كمثال ضمن الدول العربية ولنتكلم بلغة الأرقام بحسب تقارير جمعيات مدنية وإعلامية يُقدّر أن هناك ما يقارب 24  طفلًا يُتخلّى عنهم يوميًا في المغرب، أي حوالي 9,000  طفل في السنة، أكثر من 60%  من هذه الحالات تعود لأمهات عازبات، وأغلبهن من القاصرات أو الفتيات اللواتي تعرضن للاستغلال الجنسي أو الاغتصاب، الغالبية العظمى من الأمهات المتخليات لا يُسجلن أطفالهن في الحالة المدنية، مما يضع هؤلاء الأطفال في خانة “عديمي النسب” قانونيًا، وبلا شك الأرقام تعرف منحى تصاعدي .

أما الأسباب، فهي متشابكة ومؤلمة في آن تبدأ من زواج القاصرات الذي يُقصي الطفلة من طفولتها ويدفع بها إلى أمومة مبكرة، إلى العلاقات خارج إطار الزواج حيث تُترك الفتاة وحدها تواجه تبعات خيار لم يكن دومًا خيارها، ثم تأتي القسوة الأكبر حين يرفض الأب الاعتراف بالمولود، فيتحول الطفل من نعمة إلى عبء ثقيل تحمله أمٌ خائفة، فقيرة، ومُحاصَرة بنظرات المجتمع اللاهبة. الهشاشة الاقتصادية، والخوف من الفضيحة… كلّها تضع الأمهات في الزاوية، وتدفع بهن نحو خيار التخلي، لا بدافع القسوة بل من فرط اليأس وفي ذات السياق ذكرنا بعض من الأسباب وتبقى آخرى كثيرة …. لذا أكتفي بالحديث عن المغرب كنموذج ومن هنا تأتي ضرورة تسليط الضوء على قضية الاحتضان والكفالة وفي المغرب، كما في مجتمعات عربية أخرى في كل الأحوال، يبقى الطفل شاهدًا صامتًا على كل هذه الظروف وقساوتها.

هل شكل لك هذا الحدث معاناة و كيف تمكنت من التغلب عليها ووصلت لمرحلة الصلح ؟

لم يكن الطريق دائمًا سهلًا بدايةً، كنتُ أظن أن الاحتضان والكفالة قرار متأثر بالأمل في التغيير، لكن مع مرور الوقت، بدأ هذا القرار يكشف لي عن أبعاد لم أتوقعها. من بين أكبر التحديات التي واجهتها كانت محاولة التوفيق بين أحاسيسي الشخصية تجاه مفهوم الأمومة والتزامي بمسؤولية كبيرة تجاه القضية التي أتحدث عنها، كانت لحظات من الشك والتردد تسيطر عليَّ بين الحين والآخر، خاصة في بداية كل مرحلة، عندما أجد نفسي أبحث عن معنى أعمق لهذا الدور والخط الفاصل بين القبول والرفض

لكن، في كل لحظة من تلك التحديات، كان هنالك شخص يدعمني باستمرار “ماما عائشة” كانت دائمًا موجودة لتوجهني وتنير دربي كلما أضعت الطريق، لا أستطيع أن أنسى تلك اللحظة التي كانت فيها كلماتها دافعًا لي للاستمرار حينما شككت في قدرتي على مواصلة هذا الدور الكلمات لم تكن مجرد دعم، بل كانت إشراقة نور جعلتني أؤمن أنني قادرة على العطاء، وأن ما أقدمه لهؤلاء الأطفال ليس مجرد دور عابر، بل هو دور هام في حياة تنتظرهم وقد تغير قدرهم.

و هناك أيضًا مصادر أخرى كانت تنير لي الطريق، كنتُ أقرأ الكثير عن التجارب الإنسانية في مجال الاحتضان والكفالة، سواء كانت كتبًا أو مقالات أو قصصًا ملهمة عن أشخاص آخرين مروا بتجارب مشابهة. وحضور لقاءات كثيرة كان كل ذلك يفتح لي آفاقًا جديدة لفهم أعمق لهذا العالم، ولكن يبقى الفرق الأكبر هو أنني عشقت هذا الدور بشكل شخصي بعد أن اختبرته، وجعلني أشعر بأنني أشارك في بناء حياة جديدة لأشخاص يحتاجون إلى الحب والدعم، أشخاص كل ذنبهم أنهم ولدوا.

ثم جاء وقت المصالحة، حيث تحولت التساؤلات إلى سلام داخلي، لم يعد الاحتضان مجرد مسؤولية، بل أصبح رسالة حب وسلام، أدركت أن المسافة التي كنت أشعر بها قد اختفت، وأصبحت أرى في كل حكاية طفل أمل، وهو التصالح مع الماضي، على الرغم من صعوبته، أصبح نقطة تحول جعلتني أعيش في سلام مع ما كان وما سيكون، اليوم، لا أرى الاحتضان كعمل بل كمسار من الرحمة التي لا تنتهي لها دورها البناء والمهم في بناء حياة الأطفال وتأسيس استقرار عائلة.

من خلال اطلاعك على هذا الموضوع و البحث فيه بكل جرأة هلا تفكرين في إنجاز مؤلف يتطرق له من كل الجوانب ؟

الاطلاع المستمر والبحث المتعمق في مجال الاحتضان، فضلاً عن الانتماء والتفاعل مع هذا الموضوع، جعلني أكتسب معرفة واسعة حوله. بلا شك، إن إنجاز كتاب يتناول هذه التجربة الإنسانية هو خطوة أسعى لتحقيقها بكل شغف، خاصة بعد الطلبات المتكررة من أسر عربية وجهات رسمية في عدد من الدول العربية. هذا الاهتمام الكبير يعكس قيمة الموضوع وأهميته، ويشجعني على المضي قدمًا في تسليط الضوء على الأبعاد المختلفة للاحتضان وكيف يمكن أن يسهم في تغيير حياة الأفراد والمجتمعات، ومن جهة أخرى، يخلق هذا الاهتمام شعورًا عميقًا بالمسؤولية تجاه عمل نوعي يعالج قضية ورسالة مهمة للغاية.

 

ما هي النصائح التي يمكن أن توجهيها للمجتمعات خاصة العربية منها؟

إن الاحتضان والكفالة يمثلان خطوة إنسانية عظيمة يمكن أن تساهم في تغيير حياة الأطفال والأسر بشكل إيجابي. ومن خلال تجربتي الشخصية، أوجه بعض النصائح التي أعتقد أنها ضرورية للمجتمعات، خاصة في السياق العربي:

-تعزيز الوعي والتثقيف: يجب أن تعمل المجتمعات على زيادة الوعي حول الاحتضان والكفالة باعتبارهما جزءًا من العملية الطبيعية للعناية والرعاية. من المهم تسليط الضوء على الفوائد النفسية والاجتماعية لهذه التجربة، ليكون الاحتضان موضوعًا محط احترام وتقدير.

-القبول المجتمعي: يتعين على المجتمعات أن تعمل على إزالة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاحتضان. في بعض الأحيان، قد تكون هناك أحكام مسبقة حول مفهوم الأمومة والأبوة، لذا من الضروري أن يُنظر إلى الأسر الحاضنة على أنها نموذج إيجابي يحمل قيمة عظيمة وقيمة الاختيار.

-دعم الأسر المحتضنة: من المهم توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تقبل على هذا الدور، من خلال برامج تدريبية وورش توعية. هذا النوع من الدعم يساعد على تسهيل تجربة الاحتضان ويُقلل من التحديات النفسية التي قد يواجهها الأطفال والأسر المحتضنة.

تسهيل الإجراءات القانونية: يجب أن تكون الإجراءات القانونية المتعلقة بالاحتضان والكفالة بسيطة وسريعة، مع ضمان أن حقوق الأطفال هي الأولوية القصوى. كلما سُهلت هذه الإجراءات، كان بإمكان الأطفال إيجاد أسر توفر لهم الرعاية والبيئة السليمة في أقرب وقت ممكن.

توفير بيئة داعمة للأطفال المحتضنين:  يجب أن تكون هناك مؤسسات ومرافق تضمن توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال المحتاجين، ليتمكنوا من النمو والتطور في ظروف مستقرة بعيدًا عن أي شعور بالرفض.

تشجيع الفهم العميق للأمومة الحاضنة : لابد من توعية المجتمع بأن الأم الحاضنة، سواء كانت الأم الحاضنة أو الأب الحاضن، لا تقل أهمية عن الأم البيولوجية بل وقد تكون في الكثير من الأوقات أفضل أم لطفل يحتاجها وبالمقابل هي تحتاج لوجوده في حياتها ونفس الوضع لدى

بناء شراكات بين الحكومات والمجتمع المدني: إن التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني أمر بالغ الأهمية لإنشاء بيئة دعم شاملة للأطفال المحتضنين والأسر الحاضنة، مما يعزز ثقافة الاحتضان ويضمن أن يكون هذا الدور مصدرًا للمحبة والرعاية في المجتمعات.

من خلال اتباع هذه الخطوات، يمكن أن نُحدث تغييرًا حقيقيًا في الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى الاحتضان والكفالة، ونُساهم في توفير بيئة مليئة بالحب والرعاية للأطفال الذين يحتاجون إلى ذلك.

 

كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟

في نهاية هذا الحوار أشكر طاقم الجريدة والزميل العزيز محمد الصفى لإدارة هذا الحوار بمهنية عالية، أنني في هذه اللحظة أجدني أُمسك بخيوط الأمل التي حيكت من تجاربي، ومن تجارب من مرّوا بطريق الاحتضان والكفالة، أولئك الذين آمنوا أن العائلة ليست دائمًا ما نُولد فيه، بل ما نختاره ونبنيه بالمحبة والرعاية. إن رسالة الاحتضان ليست فقط مسؤولية فردية، بل دعوة مفتوحة لكل قلب حيّ، لكل ضمير ينبض بالرحمة، أن يكون جزءًا من هذا العالم الإنساني العظيم، لا تنتظر أن تكون كاملًا لتحتضن، ولا أن تتغيّر الظروف لتمنح الأمان، أحيانًا يكفي أن تقول “أنا هنا” لطفل يحتاج أن يسمعها. الاحتضان لا يغيّر حياة طفل فقط، بل يعيد تشكيل أرواحنا نحن أيضًا. فلتكن هذه الرسالة المشتركة بيننا… أن نُبقي أبواب الرحمة مفتوحة، وأن نكون، كلٌ بطريقته، صدىً لصوت لم يجد يومًا من يسمعه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى