اقلام حرة

نعم لصفقة القرن، قول عاشقي الفالنتاين

انفاس بريس 24:بقلم : منصف الإدريسي الخمليشي

يا ماشيا في المناكب, أين المذاهب يا أيها المداعب, اقترب و تقرب, فالله لعن الفاحش المتهرب, لا تجعل جسدها منتجعا للتدرب, لا تتنمر, لا تجعلها جسدا, لا تجعلها بضاعة, لا تجعلها لحم أحمر .
و في أواسط شهر فصل الشتاء, فبراير, 14 فبراير يحتفل العالم الاسلامي و معه الغربي بعيد الحب الذي يعتبر الجزء الثاني لعيد الأضحى, فالذكور يقصدون بائع الورود و الفهود, من أجل الوفاء بالوعود, حان موعد أكل الحلوى حسب توقيت فلانتين رضى الله عنه, يخبرها الذكر الروح الطامعة في تأسيس حياة و أسرة, أنت الملاك الحارس, أنت التي أحبك و أنا المهوس بعشقك, أنت مدعوة لقضاء يوم ممتع, أعدك أنني سأكون أنا الحبيب الذي يحب بعذرية شاهقة, المسكينة و في لحظة حب و زفير, تخفي الأسئلة مخافة, غضب الذكر العاشق لسياسات الأفرشة الفارهة, إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق, قول فيلسوف حكيم أرسله رب العالمين رسولا للأقوام على مدى الأعوام, يحوم الذكر, و يقوم بالتباهي أمام أقرانه “إني جعلتها تقبل إنها تحبني, و لم تقدر قط على مجابهتي و معارضة رغباتي, فرغباتي هي رغباتها, هي التي تريدني جنبها أحتضنها و أقبلها في نطاقات متعددة, من سهولها و هضابها و تلالها, يابسها و مائها, فالحب هو الاستمتاع باللحظة, أكيد و بعد قضاء حاجتي سأتركها, لأنها عاهرة”
هكذا يتباهى معظم الشباب بيوم من صنع أمم غربية, في البداية أشرت إلى أن العالم الاسلامي يحتفل بالمناسبة و معه العالم الغربي, و هذا هو الأصح, حيث أن الغربيين يحللون زواج المتعة و عدم توثيق الزواج, و الحاجة إلى الرباط الروحي و الأوراق فهي مجرد مداد على أوراق, لكن المسلمين فقد فرض الله سبحانه و تعالى عليهم, عقدا سمي بعقد “النكاح” و بعده عدة شروط من أجل الدقائق المعدودة في الخلوة .
عكس الغرب الذين شرعوا تشريعاتهم, مع ذلك فإن الميثاق المتبع لديه جد محترم و الحياء خلق الإسلام, فقد تفرعت مفاهيم و مصطلحات, و انقلبت كل الأمور, فالمسلم قام بتدجين ذاته التي أمره الله بعفتها و أن يكون ذو حشمة .
فالحب أصبح مبني على الجسد, يتساءلون ثم يجيبون لا أقصد, إني عاهدت فنفذت العهد الذي بيني و بينها, يسأل عن العهد فيجيب : “العهد بيني و بينها أن أحبها و أن أكون لها الحاضن الحامل لمشعل عفتها” إنه الرجل الذي جعل جسدها سلعة تباع و تشترى, اقترف ذنبا و لا يعترف, حلل و حرم, قزم و قدم .
في وطننا العربي, الرجل “الذكر” تلمس له أخته, ابنته, عمته, خالته” يكون حينها مستعد لارتكاب جرائم الحرب الباردة, و قد ينتقل إلى الاتجار في القضية أو القتل, أما إن تعلق الأمر بروح طاهرة تبحث عن كيانها و رباطها الدنيوي, فأبسط شيء يبحث عنه هو تفجير الغشاوة, ذلك الغشاء الذي يعني للبنت العربية الشيء الكثير, حتى أن معظمهن يلقبن تلك الغشاء بعذرية, إن قام بعملية غزو فهي امرأة, أما إذا لم تحدث خسائر فهي آنسة .
ما الفرق بين الآنسة و السيدة, فالمجتمع الدولي الذي نسقط عليه أغلب المقارنات في حياتنا العربية, لا يميز بين بين الآنسة و السيدة, فالآنسة هي الطفلة و السيدة تعتبر هي الشابة الغير متزوجة و المتزوجة, فافتقارنا لتحديد المفاهيم و الذي يجعلنا دائما نطرح هذه الأسئلة التي تعتبر عبيطة, فالبلادة التي يستمتع بها الرجل العربي (عاشق الأجساد) تعدت بلادة الحمير و مع ذلك فإن الحمار, أصبح يخجل و يستحيي, أن يقوم بشيء إلا و بعد شعوره بالوحدة و إلا في موسمه, فلا شيء يستدعي تشيئ الأنثى من أجل جسد أنت قادر على شرائه, ببضعة دراهم في سوق الدعارة التي هي الأخرى موضوع آخر يحتاج إلى دراسة سيكولوجية و اجتماعية حكيمة, فالدعارة هناك من ولجت إليها لدواعي سببية, و هذا غير منطقي, تلوم القدر و ما القدر إلا لعبة و نحن نعيش وسطها و لا نخشى أن تتغير, القدر لا يسيرنا, فنحن من نسير القدر, فالله لم يقل لك أغلق على نفسك في المرحاض و قم بما تقوم به فالقيامة يوم, لا نسأل على ما فعلناه, فالفعل فعلناه, و السؤال يجب عليك أن تحضر له, حيث و في الاختبار النهائي, خالق الاختبارات و أيضا “البار” الذي لم يرده فقد خالفتم شريعته و جعلتم منه مكانا للاسترزاق, قد تطالب منظمات حقوقية تخبرنا بأننا في عصر النهضة و الانفتاح, و غيرها من الشعارات التي وضعتها المخططات الصهيونية من أجل إعمال التطبيع معهم, فالتطبيع مع الصهاينة فنحن نمارسه, فضمنيا أنتم تقبلون صفقة القرن, و إن كان العكس, أخبرني عن سبب اقتنائك لقنينة المشروبات الغازية السوداء التي تروج في صناعة الأسلحة و بيعها للكيان الذي يدعي الوجود .
الامبراطورية العثمانية التي قدرناها في عهد قريب, من منكم لا يعرف الامبراطور عثمان و سليمان القانوني, فهذا بالضبط ما حاولت الأيدولوجية الغربية أن تقحمه في مقرراتكم, لاحظوا من العنوان: “حريم السلطان” لماذا حريم؟ و لماذا سلطان؟ جعلوا الانسان العربي يتخيل صورة المرأة في التلفزة جسدا, فكيف للمرأة التي تقترب و لو شبر فسيظنها رجله اليسرى, فعاداتنا تغيرت و علاقاتنا و حياتنا, فعيد الحب ليس إلا إيديولوجية أخرى من أجل ترويج المنتجات, فالأحمر نحن كنا نعتبره لون الحياة, و الحياة محشوة داخلها مجموعة من القيم الانسانية, لماذا تم ترويج اللون الأحمر على أنه لون الحب؟ و لماذا ارتداء هذا اللون في اليوم عادة, تحدث المتحدث حديثه و لا ننتظر محادثة للحداثيين الذي يتحدثون بتحديثاتهم المحدثة حديثا, فحديثهم لا يزيدنا إلا حديثا لحداثتنا المتأصلة, فنحن نستحدث حياتنا انطلاقا من عراقة أصالتنا, إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك, لبيك اللهم لبيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى