مجتمع مدني

أكثر من مئة طالب باحث من المنطقة المغاربية في ندوة دولية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة

محمد أكياس
طالب باحث بسلك الدكتوراه
جامعة شعيب الدكالي

تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة يومي 2و3 أبريل القادم، ندوة دولية حول موضوع الجهود الإصلاحية في المنطقة المغاربية بعيون الطلبة الباحثين، وهي الندوة التي يشرف على تنظيمها مختبر الدراسات الإسلامية والتنمية المجتمعية بتعاون مع مختبر دراسات الفكر والمجتمع التابعين لمركز دراسات الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الندوات التي ينظمها المختبر في إطار تفعيل الدبلوماسية الجامعية ودعم الأدوار القيادية الكبرى التي تقودها الجامعة المغربية من خلال رصدها ومواكبتها للجهود الإصلاحية المتعددة المظاهر والتصورات التي عرفتها المنطقة المغاربية في العهود السابقة والتي ساهم فيها ثلة من المصلحين بصفة فردية، إضافة إلى مساهمات الحركات الإصلاحية في ترسيخ قيم الإصلاح وتوسيع آفاقه، والتي طالت جملة من القضايا والمفاهيم والمعاني التي استأثرت بكثير من النظر والتجديد والدراسة والتحقيق.
هذا وتعتبر الندوة مناسبة لتعميق البحث في قضايا الإصلاح ومواكبة مشاريع الأطاريح الجامعية التي يشتغل عليها الطلبة الباحثون في تكوينات الدكتوراه، إيمانا من القائمين عليها بضرورة الانفتاح على جميع التيارات البحثية في المناخ المغاربي، وتفعيلا للدور الكبير للجامعة في تشجيع الباحثين في المجال من أجل خلق نقاش علمي سليم يسهم في الرقي بالبحث العلمي بشكل خاص والخروج بأفكار وتصورات جديدة تغني الساحة الإصلاحية المغاربية والعربية بشكل عام.
إلى ذلك اعتبر الدكتور نور الدين لحلو مدير مختبر البحث في الدراسات الإسلامية والتنمية المجتمعية المنظم لهذه التظاهرة العلمية، أن الندوة تأتي لطرح النقاش من جديد حول أهمية اتحاد المغرب العربي الكبير والذي مضى على تأسيسه ثلاثون سنة كاملة، دون تحقيق اندماج حقيقي يجعل من المغرب العربي، صلة وصل بين أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء، ويساعد على تقوية القدرة التفاوضية لبلدان المنطقة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا على أهمية المراهنة على دور الجامعة في توطيد العلاقات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الفضاء المغاربي، إسوة بما قام به نظراؤهم في فضاءات أخرى.
وأكد الدكتور لحلو أن مناسبة حلول الذكرى الثلاثين لتأسيس اتحاد المغرب العربي، تعيد إلى الأذهان مضمون البرقيات التي بعث بها الملك محمد السادس إلى رؤساء الشعوب المغاربية منذ سنتين، والتي أكد من خلالها أن تخليد هذه الذكرى، “لمناسبة غالية تستحضر فيها شعوبنا المغاربية ما يشد بعضها بعضا من أواصر الأخوة المتينة، القائمة على قواسم تاريخية وحضارية مشتركة، ووحدة المصير واللغة والدين، وتتجدد فيها آمالها المشروعة في إقامة صرح مغاربي يستجيب لتطلعاتها إلى التكامل والوحدة والتنمية الشاملة والعيش الكريم”، وهو ما تسعى إلى تحقيقه هذه الندوة المغاربية من خلال فتح المجال للباحثين من أجل ضخ دماء جديدة تحفز السياسيين بالشعوب المغاربية على مزيد من الإنصات لنبض المثقفين في أفق تحقيق اندماج كامل تعززه أفكار الإصلاحيين بالمنطقة المغاربية.
وأشار الدكتور لحلو أن إعداد الندوة جاء بمبادرات فردية لعدد من الأساتذة والطلبة الباحثين، حيث عرفت تجاوبا كبيرا من لدن عدد كبير من الباحثين الشباب بالمنطقة المغاربية وبلدان إفريقية أخرى فاق عددهم المائة، كما ستعرف حضورا مكثفا لأكاديميين ومسؤولين بالاتحاد المغاربي، أكدوا مشاركتهم في هذه الندوة وعبروا عن نيتهم جعلها مناسبة سنوية يتم من خلالها إحياء العلاقات الإنسانية والفكرية في إطار المشترك بين الشعوب، وهو ما سيتيح فرصة تلاقح حقيقي يسهم في خلق فضاء علمي أكاديمي مثمر بين الأشقاء ويكسب الجامعة دورها الحقيقي في تمتين الروابط بين الشعوب المغاربية.
محمد أكياس
طالب باحث بسلك الدكتوراه
جامعة شعيب الدكالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى