اقلام حرة

عندما تتحول الصحافة لوسيلة للاسترزاق و الكيل بمكيالين 

عندما تتحول الصحافة لوسيلة للاسترزاق و الكيل بمكيالين 

أنفاس بريس 24: محمد الصفى

مما لا شك فيه إن الاختباء وراء حرية التعبير و الرأي لتشويه صورة شخص أو مؤسسة أو شركة لم يعد حجة تصمد أمام الواقع، فالجميع أصبح يعترف و يقر على أن المشهد الإعلامي بإقليم الجديدة خلال السنوات الأخيرة أصبح عرضة للفساد و التلوث من خلال ما بات يعج به من الظواهر الغريبة  من قبيل المتطفلين و المسترزقين  و من لا مهنة لهم، حيث يقف المراقب الاعلامي مذهولا مما آلت إليه بعض المواقع و القنوات الالكترونية الاخبارية من مستوى الانحطاط الفكري و الثقافي و الأخلاقي، نتيجة انحرافها عن الخط التحريري الذي تحول إلى أفواه مأجورة  واسترزاقية  يغلب عليها طابع الانتقام بالدرجة الأولى، وفق ما عبر عنه عدد من ضحاياهم  الذين يشجبون منطق الكيل بمكيالين الذي تتبناه بعض المواقع و القنوات الالكترونية بإقليم الجديدة التي تتبجح بالمصداقية و الخبر اليقين و كل ما هو مسكوت عنه، علما أن معظمهم من أعيان و رجال الأعمال بإقليم الجديدة، أغلبهم أصحاب شركات تعمل في مواد الفلاحة و أدواتها من قبيل الأسمدة و الأعلاف و الآلات إلى مقاولات في البناء و غيرها، لا هم بالسياسيين و لا منتخبين، هدفهم المصلحة العامة و لما فيه خير لهذا الإقليم بصفة خاصة و الوطن بصفة عامة، رغم استدعائهم من حين لآخر لمؤثمرات حزبية أو لقاءات أو تجمعات كشرفيين و أعيان بإقليم الجديدة، مما جعل بعض هذه المنابر و القنوات الالكرتونية الاخبارية التكالب عليهم و محاولة استفزازهم بقصد الاسترزاق، و حين يخيب سعيهم ينقلبون لأفواه مسعورة لتنال من سمعة هؤلاء الأعيان من خلال التهويش و التهويل و المبالغة معتمدة على الاشاعات و الأخبار الزائفة لا لشيء سوى أن هؤلاء الشرفاء من الأعيان لم يرضخوا لطلباتهم التي أضحت حديث الرأي العام ، في حين تقوم هذه الصحافة الفاقدة للمصداقية بلبس بوضع المكياج الرخيص لكل من رضخ لها و تحويله لمناضل و قاهر فساد و رجل إحسان، و مع كل هذا لم يلجأ  هؤلاء الضحايا إلى مواجهتهم فالكثير منهم لم يرد على مضض لأنهم يرون الرد على مثل هذه الأصوات و الأقلام المأجورة و المسترزقة لا يجبرك إلا على الدنو إلى مستوياتهم المتدنية.

إنه التوزيع العشوائي و اللا مقنن لبطائق الصحافة التي باتت توزع على كل من هب ودب حتى تناسلت أمثال هذه الظواهر الغريبة على الجسم الصحفي و شوهت سمعة هذه المهنة التي كان يقام و يقعد لها، من خلال ممارساتها اللامهنية و لا أخلاقية ، مجرد طابور للسخرة و لمن يدفع أكثر، فاقدين للشرعية المجتمعية على كل المستويات السياسية و المدنية و الحقوقية و الثقافية من أجل تلميع صورهم و تشويه صور المكافحين و الناجحين و المتفوقين من أبناء هذا الإقليم . أفلا تعلم هذه المنابر التي تدعي الصحافة تحت يافتة بطاقة الصحافة أن بيتها مشيد من أرخص أنواع الزجاج و رغم ذلك لا تتوانى في قصف و قذف الناس بالكذب متناسين أن حبل الكذب قصير كما يقال، و على أن كثيرا من الأخبار تنكشف، لأن الحقيقة تدافع عن نفسها، أو كما قال تشيغيفارا ” تستطيعون أن تخدعوا كل الناس لبعض الوقت ، و تستطيعون أن تخدعوا بعض الناس لكل الوقت ، لكنكم لن تستطيعوا أن تخدعوا كل الناس لكل الوقت ”

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى