اقلام حرة

الخدمة حاشاك


انفاس بريس 24 : بقلم : منصف الإدريسي الخمليشي

الشباب ثروة و ثورة, الشباب عمود المجتمع, الشباب رجال المستقبل, كلها شعارات نسمع عنها و لا نعيشها, في وطننا هذا المغرب, يعتبر الشباب أهم مكونات المجتمع, و لا توفر لهم أدنى المستحقات,(الخدمة) حاشاك, فالمواطنون أصبحوا يبلغون عن الدولة لأنها وجدت لهم عملا, ليس من عادتنا أن نعمل و نحن شباب فهذا عيب من العيوب .
الخدمة حاشاك, فنحن كشباب بما أننا ثروة و ثورة, فمنا من انحاز للثروة و اقتنع بالعمل الذي استطاعت الدولة أن تجده, و منا من انحاز للثورة, فتعددت مظاهرها من الفكرية و سياسية و الاجتماعية, بل حتى المنطق البراغماتي نجده, فالخدمة تعددت مجالاتها لكنها أصبحت من الممنوعات التي لا يحق للشاب أن يطالب بها لأن البطالة إحدى السنن المؤكدة على الصعيد المغربي, المغاربي و العربي ربما الدولي .
احتجاجات و نضالات, من أجل كسب قوت اليوم, فما صنعته الدولة لرسم معالم محاربة البطالة, أو إن صح القول محاربة المظاهرات و الاحتجاجات هو ما بات يسمى ب”التجنيد الإجباري” فهو وسيلة قمع غير مباشرة .
الخدمة, الإجازة, الماستر, الدكتوراه, لا هذه أشياء مكرهة و لا تجوز شرعا, لإيجاد عمل, فهناك وسائل مشروعة منها : الحسب و النسب و ابن فلان الفلاني و حزمة دراهم .
الخدمة حاشاك, مصطلح بات يردده جل أفراد الشعب و خاصة منهم الفئة النشيطة التي أهلكت أمعائهم بالحبوب المهلوسة و ماء الحياة , على حد قول رفيق بوبكر ” كيفاش بغيتيني نسحى و حتى حاجة ما مقادة فهاد البلاد”
في دولة مغربية دستورية ملكية و ها هي تسير على نهج العلمانية ترخص للجمارك أن توقع لمرور الممنوعات التي باتت إحدى ركائز المالية المغربية, لكن بمجرد أن يبيعها فقير ليحارب الملل و يحاول أن يصل إلى مرحلة البلوغ في جيبه الذي أصبح يتيما, يسجن, سؤال لم أجد جوابا له هو كيف لدولة مباركة كالمغرب الأقصى تشرع الممنوعات و تمنعها في نفس الحين, دولة مصابة بداء السكيزوفرينيا.
وجب على المغرب أن يخوض حصصا في الطب النفسي لمعالجة الخلل و هي عدة اختلالات, كيف لشاب يريد أن يعيش فقط بالكرامة, كيف لشاب يريد فقط أن يزاول نشاطه الثقافي الأدبي, كيف لشاب يريد أن يطبق ما يعرف بنصف الدين, كيف لشاب أن تغتصبه الدولة بالمخدرات و الأغاني النتنة الحزينة ليظل مهموم, كما قال الراحل العربي باطمة “مهمومة مهمومة”
اغتيل الشباب فأصبح الخجل يسيطر عليهم, الخدمة حاشاك, كيف لترضى لشبابك أن يضيعوا في هذه الدوامة التي لا خروج منها, عدم توفير مناصب أو فرص شغل, فالمناصب كثيرة و من يظفر بها إلا ذوي الحسب و النسب و الشرف, أما أبناء الوطن الذين ملوا لا يحق لهم .
يوميا يرحل عشرات الشباب إلى المهجر بطرق غير شرعية و الموت و الخوف و جلهم يقول “يا ربحة يا دبحة” أ هذا هو المصير؟ لماذا شر الفعل في أخيار الوطن, اتقوا الله, فاليوم علينا و الغد لنا, المراكب و تجار البشر الذين ترخصون لهم برحلات غير شرعية, فشبابكم يحبونكم و أنتم تتظاهرون بذلك .
وطني مات منذ أن أصبح التعليم الجامعي مجرد مرحلة من مراحل الحياة, هل الأديب و محلل الظواهر الاجتماعية و عالم النفس و المحلل السياسي و القاضي و الوزير, ألستم أنتم خريجي الجامعة ؟
الخدمة حاشاك ما هو إلا رمز من رموز النضال الفكري المرموز و مع ذلك فنحن سنظل ندافع عن الخدمة الذي انتهكت حرمتها, و لم تعد تستوعب هويتها المبتورة المغتصبة, الخدمة و الشاب لصيقان كالأزواج و لكن أنتم تريدهما أن ينفصلا عن الوطن, الذي هو تربة خصبة لإنجاب المفكرين و الأساتذة, لماذا لا يقرأ المغربي الكتب, لأن من يسير المغرب ”حكومة” لا تقرأ فهي تعرف قراءة الأوراق الزرقاء و البنية المطبوعة ببنك المغرب و بنك السويد و سويسرا, لماذا لا يقرأ المغربي لأن الحكومة مخلصة و وفية و تترك المستشفيات فارغة عند مرضها رحمة منها للشعب للشاب .
الخدمة حاشاك, عمي لقد أصبح الشاب عالة على أسرته, فالطبقة النشيطة لم تعد نشيطة بل تعدت النشاط و أصبحت ناشطة بفعل الممنوعات المشرعة, عمي أطالبكم بالخدمة حاشاك, عمي أعطيني خدمة أعطيك حياتي, عمي أعطيني تعليما أعطيك نفسي, عمي أعطيني صحة أعطيك روحي, عمي أعطيني الديموقراطية أعطيك كل ما أملك, عمي, لقد أن نسيت أن الخدمة مجرد شبح حاشاك آ عمي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى