ثقافة و فن

حوار مع الفنان التشكيلي الأوكراني الشهير أولادزيمير شيان بصمة انطباعية تؤرخ تقاليد الفن التشكيلي الأوكراني

حوار مع الفنان التشكيلي الأوكراني الشهير أولادزيمير شيان بصمة انطباعية تؤرخ تقاليد الفن التشكيلي الأوكراني

أنفاس بريس 24: أجرت الحوار : الصحفية دنيا الحسني / العراق

يعتبر الفنان التشكيلي الأوكراني “أولادزيمير شيان” من أبرز نجوم الفن التشكيلي من جيل الرواد في مدينة دونباس الأوكرانية، واكب أولادزيمير شيان تطوير مجالات مختلفة من الفكر الثقافي والفني والقيم التراثية الرفيعة للفنون التشكيلية الأوكرانية لفترات مختلفة من الأجيال، وقد تتبع تقاليد إرث الفنانين الأوكرانيين العريق، وتأثره العميق بأساسيات الثقافة الوطنية من الرؤى والمدلولات الانطباعية المستجدة في أعماله التشكيلية تنتمي قيمتها الابداعية من وحي الطبيعة التي وصفها بصورة انطباعية مباشرةً في لحظات غامرة يستهل أفكاره ومشاعره بشكل أساسي من ابتكاره وتفاعله مع البيئة المحيطة به فتتبلور لديه رؤياه الفنية الخاصة التي تحفزه وتدفعه إلى الإنطلاق في فيض من الألوان والتعبيرات الوجدانية تشده إلى المناظر الطبيعية، فيحمل لوحته وباليت ألوانه الى خارج المرسم كأن حياته بدأت تسري في رحاب الطبيعة، مع البحار والشواطيء والأشجار والأزهار والسحب، وهو يستمتع بإحساسه الفطري والروح الكامنة في جوهرالحياة وكذلك موقفه الإبتهاج بخلاصة تأمله واحساسه بنشوة هذه المشاعر الغامرة يتناغم مع الموجودات وهو يطوع احساسه في بناء القيمة الجمالية للألوان لتتحدث بلغته فيجعلها “مرحة” “وصافية” ومشرقة” في أوقات مختلفة ولحظات متغيرة، فيوضح الفنان بأسلوبه الفريد العناصر الجمالية للحركة اللونية بألوان نقية ودافئة تنبع تفاصيلها من شعوره الوجداني المرهف المترامي على صروح حرية التعبير يأخذها من أرض الواقع لتشكل تركيبة جمالية فريده بلوحاته الكلاسيكية، يشعر المشاهد بأن في اللوحات قيم تحمل غبطة الحياة. وبعد هذه المقدمة الجزيلة أرحب بالفنان التشكيلي الأوكراني المبدع أولادزيمير شيان ونشكره على اتاحته الفرصة لهذا الحوار الأنيق.


• اولاً عرفنا عن نفسك ،، وفي أي مرحلة من عمرك بدأت الرسم. ؟
أنا أولادزيمير شيان من مواليد مدينة دونباس، بدأت الرسم منذ الطفولة عملت في isostudio لمدة 10 سنوات عندما كنت طفلًا، وكان معلمي “بيريشيفايلو نيكولي إيليتيش” القدير، وبعد مراحل متقدمة تعلمت فن الرسم بنفسي ثم أشتريت “داتشافي كريميا” في جزيرة “قرم” وامتلكت ثروة من الألوان، وتعلمت كل شيء جيد من الكتاب القديم فيه فن الرسم والتلوين، لا توجد مثل هذه الكتب الفريدة الآن، ولما بلغت مراحل متقدمة في الدراسة حصلت على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة وبدأت صفتي كاتباً انطباعيًا ومع مرور الوقت قمت بخطوتي الخاصة في إنشاء مشروعي الفني الجديد في البحث والتجريب لابتكار أسلوبي الإبداعي الخاص وفق معايير التقنيات الفنية الحديثة وهكذا أخذت من أرض الواقع رؤيتي الانطباعية والتأثيرية الجديدة ثم قمت بصياغتها بتشكيل جديد منها التأثيرات المضافة للسادة الأوكرانيين

هل تؤمن بقوة الابداع وتأثيره في التغيير، وهل يمكن لجمال الفن يهزم أو يواجه قبح العالم المتمثل في الحروب والظلم وغير ذلك.؟
نعم أؤمن أن الفن دعوة للسلام تناهض الحروب والظلم الجائر على الشعوب ويرصد ويؤرخ ويبحث عن حقائق ومعاني سامية في الحياة الانسانية جمعاء.

لاحظنا في أعمالك الفنية إنك تشتغل على المناظر البحرية هل تستهويك أكثر من المناظر الطبيعية الأخرى.؟
نعم : هي تشكل مصدر إلهام أساسي في عالمي الفني الخاص وما تظهره من نفائس البحور تمتلك روحي وتجعل مشاعري في حاله إستلهام ومن ثم أعادة تهيئتها بصور انطباعية رائعة كجمال المناظر، وعند تأملي في جمال البحر هناك في ذلك الامتداد المفتوح ألوان البحر تتلألأ باللون الأزرق اللامع ما يجعلني أتأهب للغوص في أعماق نفسي باحث عن مكامن الابداع والجمال الذي يحفز بداخلي إلى أن يخرج بأجمل لوحة فنية رائعة في التشكيل اللوني .

أي نوع من الألوان التي تفضل أستخدامها في الرسم .؟
من الطبيعة أستلهم الألوان مثل الوان النار والوان البحر وأنا أحب جميع أنواع الألوان في الرسم الزيتية والمائية .. الخ ..

آي الأماكن الطبيعية بلغت أكثر تأثيرًا في عمق وجدانك ومصدرًا مهمًا للإلهام الذي يغذي شغفك للأبداع .؟
شبه جزيرة القرم تقع شمال البحرالأسود يحدها من الشرق بحر آزوف هي مصدر الهامي المثير، لها وقع تأثير كبير على نتاج أعمالي الإبداعية عكسته سحر جمال طبيعتها الآخذة وأصبحت أكثر قوة ومهارة في الرسم هناك.

كيف تقيم الحركة الفنية التشكيلية في أوكرانيا هل يا ترى نجحت في مواكبة عصر الحداثة وأثبتت حضورها على الصعيد الفني العالمي.؟
أن مستوىART في أوكرانيا متألق وعال جدًا في هذا الوقت مع أن الحرب الروسية على أوكرانيا هزت كل شيء إلا إنه بقى هناك الكثير من الروائع في السينما والأدب والفنون الجميلة والبصرية ذخيرة للمستقبل.

أهم المشاريع والمعارض التي أقمتها خلال مشوارك الفني. ؟
أقمت الكثير من المعارض الشخصية في { مايستيا سيفاستوبول، دونيتسك إيفانو فرانكوفسك}..الخ.. وأعمالي في الخارج على المستوى العالمي تضمنت مجموعات خاصة في أمريكا وكندا وإنجلترا وموسكو .. وبعد اللجوء إلى الجزء الغربي من أوكرانيا أنا الآن أعمل على جبال الكاربات تتميز هذه الأماكن بنقاوة خاصة من الهواء والمساحات الجميلة والتي بالطبع تجذب عشاق الفن والجمال والسياحة.

هل تستخدم تقنيات فنية حديثة في نهج أسلوبك الخاص. ؟
أن اسلوبي حديث في الوقت الحالي أستجد في تقوية الألوان،، مسحة معجون حية عند الضرورة،، أستخدم سكين لوح الألوان تعميم النموذج،، أنا قادر على الرسم بحرفيه في الهواء الطلق) En plein air بطريقة تصويرية تتكون من الطلاء في الهواء الطلق لالتقاط الفروق الدقيقة التي يولدها الضوء في كل التفاصيل. هدف آخر من هذه التقنية هو فهم الجوهر الحقيقي للأشياء،لأنه تعبير مستمد من الملاحظة المباشرة للواقع في عالم الطبيعة وأولي المزيد من الاهتمام للضوء واللون .

الى أين تتجه مرحلة البحث التجريبي الانطباعي التشكيلي والمغامرة مع الفن والطبيعة.؟

هناك لايزال أمامي الكثير لإثراء تجربتي التشكيلية في البحث التجريبي بين الواقعية والانطباعية الجديدة.

لكل فنان قضية ورسالة انسانية كيف ترجمت قضية شعبك عبر لغة الفن التشكيلي والألوان.؟
سوف أرسم بروح انسانية معبره عن جمال الطبيعة والحياة في لوحات متسمة برسالة تبين مدى أهمية حوار لغة الفن التشكيلي الابداعي للناس المحبين للفنون والجمال والحب والتفائل والسلام في الحياة.

كلمة أخيرة تود أن توجهها للقراء والمتابعين ومحبي الفن والجمال حول العالم؟
سلام للجميع.. وعدم إلقاء القنابل على المدن المسالمة، أتمنى أن يكون لدى الفنانين دائمًا شيء يرسمونه عن معاني الحياة الإنسانية في الجمال والطبيعة والحب والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى