ثقافة و فن

مسرح الطفل … عن اي مسرح نتكلم؟

أنفاس بريس 24: بقلم ذة:  ربيعة بوزناد

للطفل ذاكرة قوية ، ربما أكثر مما نتصور … ونشأته وتوجيهه في هذا السن المبكر ، نكون قد وفرنا له فرصة قيمة ، ومهدنا له طريق المستقبل ، واضحا للنجاح .
ومن هذا التصور ، نعتبر أن المسرح هو من إحدى الأدوات المعبرة عن هذا الطريق ، لكونه من المدارس القليلة التي تختزل الحياة الاجتماعية والثقافية والترفيهية .. وهي أدوات يكتسب منها عقل الطفل كل هذه الخبرات المنمية للعقل والمهذبة للذائقة .
عقل الطفل اسفنجة تمتص كل ما حولها وتخزنه .. كان ذلك خطأ أو عكس ذلك ليدخل– مستقبلا – بهذه الحمولة ، سلبية كانت أو إيجابية معترك الحياة الاجتماعية انعكاسا لهذا الواقع المكتسب .
لم يكن استحداث مسرح للطفل ضربا من ضروب العبث ، ولا وجد فقط للتسلية المجانية ،أوإلهاء الطفل وإنما هو أداة للتثقيف ، وإلقاء نظرة واقعية على الحياة وتبيان مساوئها وتجنب مطباتها وتحفيز تنمية الخيال ، الذي به يُسْبر أغوار الإبداع ، مادام هذا المسرح باقيا ووفيا لأهدافه التربوية والتعليمية في جو مسرحي مسل وابتعاده عن التهريج المجاني والعبثي الفارغ .
في الثقافة العربية ومنذ القدم ، كانت النسوة تروى لأطفالهن في وقت النوم – ويعد نمط قديم من مسرح الطفل – حكايات خيالية متنوعة فيها حكم جليلة ، عن النبل والفروسية والشجاعة والعشق . فيكبر الطفل مهيأ لهذه الحكايات التي تعج بالنفع .. وتدعو إلى الفضيلة .
وهذا ما نتمناه من مسرح الطفل اليوم وغدا ، حتى يشب أبناؤنا بما يقدمه من حكايات تدعو لهذه الفضائل ، كي يتنافسوا عليها في الكبر .
لقد أخطأ من يدعي بأن كل مسرحي مربي ..!وكل واحد له القدرة على مواجهة وإقناع الطفل من فوق خشبة المسرح ، ومعظم مؤلفينا ومشخصينا لا يفقهون في نفسية الطفل شيئا وليسوا مختصين في هذا اللون من المسارح ، بل يعتقدون أن إلهاء الطفل وإضحاكه لساعة من الزمن مهمة منجزة . وأن التصفيق عنوان لنجاح مؤكد لذلك ، بيْد أن مسارح الغرب تنبهوا لهذه الإشكالية منذ زمان فبحثوا وتخصصوا للتوفيق بين التسلية والتربية ،فأعطوا بهذا لمجتمعاتهم أجيال تحترم الحقوق والإنسان والحريات ، ومخلصة للوطن، ومناهضة للفساد والغش .. والأولوية للمصالح الشخصية ..
وأين نحن الآن من كل هذا ؟؟
وهل مسرح الطفل عندنا فاشل ؟؟؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى