ثقافة و فن

الشاعرة سلمى الزياني و جسور التيه

أنفاس بريس 24: بقلم الشاعرة سلمى الزياني/فرنسا

جسور التيه

حاذر المشي جانب الجدار
فالجدران تقتفي الخطى المتناسخة
لا تراودنك المسافات بالسير
فليست كل الطرقات جسورا
ولا كل الخطى واثقة
قف.. لا تناد زمنك بأسماء الجهات
فكل جهة يسبقها تيه
وكل الخطى المتأخرة ستتقدم
المكان الذي ضاق بك
كانغلاق رؤىً شعرية سوف يعلوه الغبار
اذا ما خالط هدوءَه طميُ السقف
قل كلاما قبل أن تهدي صمتَ الأرض آخرَ صرخاتك
فكل صرخة ستسقط في الصدى على سفح الغربان
وسوف ترى من سواد القلوب مالا يشبه الصخر وحدك.
وتنكسر في تيه الصدى وحدك
والجدار يحدق فيك
يتنكر
وأن تذكر
فلا أنت الإنسان بوصلة ضيعها مشاء
ولا انت جهة يحج إليها تائه
ولا انت سليمان تدرك زمهرير الريح الطليقة
فتقيد قبضته بالسكون
كن كالغمام العابر تعرج على الروح لتحيي اسرارها
كن فراشة ماء عانقت الغياب يُسبّح بها في المدى
تفسر الضوء بالضوء
والظلال بالظلال
وإما ينزغنك من الغياب نزغ
فاقرأ ما تيسر من الماء حتى تغسلك
ودع الشمس تسافر فيك مثل تميمة زرقاء
تترك أشعة وقبعات وآمالا
وقصائد سيابية ودفء أسئلة
فلا صوتك ولا احد يجيبك
صمت لاسع وأسرار
وأحجيات تتوسد الغموض
تلك قصيدة التيه المقدسة
لا يكتبها أحد
وحده من انتعل التيه يعلم خاتمة الجهات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى