اخبار وطنية

قبائل دكالة

انفاس بريس 24 : متابعة

ترجع الأصول الأولى للقبائل العربية الكبرى بالمنطقة المغربية الساحلية الوسطى الى الهجرات العربية الأولى للمغرب الأقصى في القرن السادس الهجري، وذلك في عهد دولة الخليفة يعقوب المنصور الموحدي، عندما أوقع بعرب افريقيا الشمالية المهاجرة من الجزيرة العربية، وبعد أن هزمهم نقل جمهورهم من المغربين الأوسط والأدنى الى دواخل المغرب الأقصى سنة 584 هـ فأنزلهم على الشاكلة التالية

عرب جشم : أنزلهم بمنطقة تامسنا ودكالة في السهل الفسيح بين سلا ومراكش وآسفي أي ما يسمى آنذاك بالحوز
عرب رياح : أنزلهم ببلاد الهبط في السهل الفسيح بين القصر الكبير وأزغار أي ما يسمى أنذاك بالغرب
عرب سليم : لم ينزلهم المنصور الموحدي في أي منطقة ولم ينقلهم من تونس لأنهم لم يحاربوه ولم يقاتلوه هناك
وهاته القبائل العربية المهاجرة للمغرب هي من عرب مضر العدنانيينالاسماعيليين في الحجاز بالجزيرة العربية، وتنقسم الى أربعة قبائل شهيرة وهي
أ- عرب جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس بن عيلان بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ب- عرب هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور
ج- عرب سليم بن منصور بن عكرمة بن خفصة
د- عرب رياح بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور
ويلاحظ في هذا النسب أن جدهم الأعلى المشترك هو منصور بن عكرمة
وبالنسبة لعرب جشم فهم أجداد قبائل دكالة وعبدة، وقد كانوا يحملون اسماأمازيغيا واحدا وهو دكالة، والتي لبسوا جلدتها وحلوا محلها وانتسبوا اليها حيث أنها كانت أواسط القرن الخامس الهجري قد تعصبت للدولة المرابطية فلم تعط أي تأييد للدولة الموحدية التي قضت على عرش الدولة المرابطية وقوضت أركانه، حيث عمل السلطان عبد المومن الموحدي وأبناؤه في تجهيز الجيوش ضد المرابطين وقاتلهم وهزمهم ثم كانت له ولأولاده من بعده الكرة عليهم فأبادوا دولتهم تارة بالسيف وتارة بتفريقهم في آفاق المغرب
وبعد أن استوطنت قبائل العرب الدكالية بالاسم، في السهول المذكورة علىساحل المحيط الأطلسي، وتجذرت أسرهم، وتفرعت قبائلهم، انقسمت دكالة الى قسمين كبيرين، دكالة البيضاء (وهي موضوع بحثنا)، ودكالة الحمراء (وهي قبيلة عبدة – انظر موضوع قبيلة عبدة)
——————————
قبائل دكالـة
—————–

أو دكالة البيضاء وهي عبارة عن اتحاد قبلي كبير يضم عرب المنطقة المحيطة بمدينتي أزمور والجديدة، وتتميز بكونها احتفظت باسم دكالة الأمازيغية التي اندمجت بين أهاليها حتى استعربت هذه الأخيرة بالكامل، وتنقسم الى مجموعة قبائل يضمها تراب اقليم الجديدة وهي

———————–

قبيلة الحوزية : وتقع جنوب وادي أم الربيع بشمال اقليم الجديدة

قبيلة أولاد بوعزيز : وتقع على الساحل الأطلسي بغرب اقليم الجديدة

قبيلة أولاد فـرج : وتقع بالشمال الشرقي لاقليم الجديدة

قبيلة أولاد بو زرارة : وتقع بوسط اقليم الجديدة

قبيلة العونـات : وتقع بشرق اقليم الجديدة، ويرجع أصل اسمها الى جدها الأول عون، وقد استقرت بمجالها الحالي منذ أوائل الهجرات العربية في عهد الموحدين

قبيلة أولاد عامر : وتقع بالجنوب الغربي لاقليم الجديدة

قبيلة أولاد عمران : وتقع بجنوب اقليم الجديدة، وقاعدتها مدينة الغربية، وفي هذه القبيلة نشأ الشيخ العلامة أبو شعيب الدكالي في دوار الصديقات بقبيلة الغربية من اولاد عمران، يتيما تحت كفالة عمه العلامة سيدي محمد بن عبدالعزيز الصديقي، الذي كان عميد أسرة اولاد الفقيه الصديقي، كان مقصد طلبة العلم من كل قبائل دكالة، ورئيس مدرسة مشهورة بتعليم العلم والقراءات، ونشأه نشأة علمية دينية بحيث لم يترك له فرصة من عمره تضيع، كان يخصص له وقتا لسماع ما حفظه في يومه من القرآن الكريم وقد وهبه الله حافظة قوية تساعده على حفظ نصف حزب في اليوم بسهولة، فما كاد يصل إلى العاشرة من عمره حتى حفظ القرآن بالقراءات السبع وتفرغ لحفظ المتون، ثم العلوم الدينية حتى بلغ ما بلغ من شهرة علمية على مستوى المغرب والعالم الاسلامي
قبيلة شتوكـة : وهي موطن مدينة أزمور، كما أنها دخيلة على منطقة دكالة في القرون الأخيرة، وتقع شمال وادي أم الربيع، وترجع أصولها الى شتوكة السوسية، وقد أنزلها المخزن هناك للحاجة الأمنية
قبيلة الشياظمة : وهي دخيلة على منطقة دكالة في القرون الأخيرة، وتقع شمال وادي أم الربيع، وهي جزء من سكان الشياظمة الجنوبية المهاجرين الى ضاحية مدينة أزمور الشمالية
——————————–

معالم من تاريخ قرية مائة بير بدكالة
ورد ذكر مدينة مائة بير بدكالة في كتاب (وصف افريقيا) للرحالة الحسن الوزان الشهير باسم (ليون الافريقي) عندما زارها سنة 919هـ / 1514م فقال: هي قرية صغيرة واقعة على ربوة كلسية، في خارجها عدة مطامير تعوّد السكان أن يخزنوا فيها حبوبهم، ويقول سكانها بأن القمح يحفظ هذه المطامير 100 سنة دون أن يفسد أو تتغير رائحته، ولكثرة المطامير التي تشبه الأبيار سميت هذه البلدة (مدينة مائة بير).
والسكان فيها قليلون جدا، لأنه لا يوجد فيها أي صانع باستثناء بعض الحدادين اليهود، وفي الوقت الذي نقل سلطان فاس سكان المدينة الى الإقامة بأرضه أراد أن ينقل أيضا سكان مدينة مائة بير لكنهم رفضوا هذا الانتقال وفروا الى أسفي حتى لا يتركوا أرضهم، ولما رأى السلطان ذلك منهم نهب مدينتهم ولم يجد فيها غير الحبوب والعسل والأشياء الثقيلة التي لا قيمة لها، وتركها ولا زال فيها من الحبوب أكثر مما نهبه
ويعلق مترجموا ومحققوا هذا الكتاب: أن في هذه الناحية يوجد بالفعل مكان يدعى مائة بير، لكن هناك من يرى أن المقصود مدينة (صيرنو) الصغيرة التي تبعد عن ذلك المكان مسافة 11 كلم جنوبا حيث كان يسكن يحيى بن تعففت، وقد وهبها له ولأولاده ملك البرتغال (ايمانويل الأول) برسالة مؤرخة في 25 غشت 1514م
—————————–
الترجمة : د/ محمد حجي / د/ محمد الأخضر

* * *
*

الامام البوصيري وقبائل دكالة
————————————————-
اتصل علماء المغرب في مصر بالامام البوصيري صاحب قصيدة البردة والهمزية، وكان من عادتهم أن يتوافدوا على مصر والشام، أثناء مرورهم باراضيها في مواسم الحج، فتأثر بهم البوصيري ونظم فيهم قصيدته التي خص فيها بالمدح قبيلة دكالة المغربية، بقسميها البيضاء والحمراء، أي عبدة ودكالة، وأعلامها ومنهم معاصره الشيخ أبي محمد صالح الماكري الدكالي المغربي، صاحب ضريح رباط أسفي الشهير والمتوفى سنة 631 هـ، فقال الامام البوصيري
———————–
وما أنا من دكالة غير أنني * * * نسبت إليهم نسبة الصدق في الحب
كنسبة سلمان لبيت نبيه * * * وما كان في قبيل منهم ولا شعب
جزا الله خيرا ملة أخرجتهم * * * من الناس إخراج الحبوب من اللب
————————
وللفائدة فقد روى الأستاذ الكانوني في كتابه {أسفي وما اليه} أن بيت بني ماكر في مدينة أسفي، جليل القدر عظيم المنزلة غني برجاله وعظمائه، ناهيك ببيت أنجب مثل
الشيخ أبي محمد صالح الماكري الدكالي، صاحب ضريح رباط أسفي الشهير والمتوفى سنة 631 هـ، وأولاده وأحفاده
والامام الخطيب أبي القاسم بن ابراهيم الماجري الأزموري وهو من أهل القرن 7 الهجري
والشيخ المفسر أبو القاسم بن محمد الماجري الأزموري الفاسي نزيلها سنة 911 هـ
والفقيه القاضي أبي عبدالله محمد بن الطيب الماجري العبدي في صدر القرن 13 الهجري
والفقيه الصالح الحاج محمد بن رحال الماجري النجاوي العامري المتوفى سنة 1334 هـ
ومن هذا البيت هاجر ثلة من علمائه الى حواضر المغرب واستوطنوها ومنهم
الامام أبو مهدي عيسى الدكالي بفاس
والامام أبو زكرياء يحيى الدكالي بسبتة، الأصولي النظار
ومنهم من هاجر الى المشرق، أمثال
الامام أبو عبدالله محمد بن شعيب الدكالي حوالي القرن 7 الهجري، وقد ذكره ابن خلدون بأنه كان مجدد سند العلوم الاسلامية بتونس
والامام العلامة سحنون الدكالي نزيل الاسكندرية
والامام ابي أمامة النقاش محمد بن علي بن عبدالواحد الدكالي المصري، نزيل مصر حتى نسب اليها، وهو المفسر النحوي الشهير المتوفى سنة 763 هـ
وغيرهم ممن نزل بالشام أيضا، مما جعل الامام البوصيري من فرط محبته لهم قرر الانتساب اليهم نسب المحبة والتعلق بهم
ولربما أحست دماؤه في عروقه بالقرابة والنسب الى تربة أجداده الصنهاجيين الذين هاجروا من جنوب المغرب واستوطنوا أرض الكنانة المصرية، وانتسب اليها أحفادهم وذرياتهم، وإليهم ينتمي إمامنا البوصيري أيضا
وللعلم فإن الامام البوصيري هو شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، ولد بقرية دلاص، إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في أول شوال 608هـ موافق 7 مارس 1213م، لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة صنهاجة إحدى القبائل الأمازيغية الكبرى، والتي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى، ونشأ بقرية بوصير، القريبة من مسقط رأسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب. فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره
وتعد قصيدته “البردة” من أعظم المدائح النبوية، وقد أجمع النقاد والشعراء على أنها أفضل المدائح النبوية بعد قصيدة “كعب بن زهير” الشهيرة – بانت سعاد
وله أيضا قصيدة “الهمزية” في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإضافة إلى هاتين القصيدتين، له عدة قصائد وأشعار ضمّها ديوانه الشعري، وتُوفِّي الإمام البوصيري بالإسكندرية سنة 695 هـ موافق 1295 م عن عمر بلغ 87 عامًا
———————————————————–
* * *
*

ضريح الامام البوصيري في الاسكندرية يوجد بمصر ومن أعلام دكالة القياديين
سالم باشا الدكالي
من عبيد البخاري في عهد السلطان مولاي اسماعيل العلوي، كان له دور بارز في الفتن التي نشبت بين أبناء مولاي اسماعيل ، وفي عهد السلطان مولاي عبدالله العلوي أمر بالقبض عليه واستفتى العلماء في قتله وأصدر القاضي أبوعنان الحكم بإعدامه مع جماعته، فوضع في كيس من الكتان وشد وثاقه وألقي في نهر أم الربيع في شهر ماي 1736م.
المصدر : المعلمة – محمد ماكمان
—————————————-
القائد ابن الحمدونية
هو القائد ابن الحمدونية محمد بن يحيى البوعزيزي الحساني الدكالي، أحد مشاهير قياد مدينة الجديدة وبلاد دكالة في القرن 19م، ومن مآثره أنه أتم بناء المسجد الكبير بداخل المدينة الذي يحمل اسمه بعد أن توقفت عملية تشييده مدة من الزمن، وكان سلفه القائد الحاج الهاشمي بن العروصي الهلالي الدكالي هو الذي شرع في تأسيسه.
المصدر : المعلمة – ذ/ عبدالرحيم العطاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى