اخبار وطنية

العديد من عادات شهر رمضان اختفت بمدينتنا ازمور ولم تبقى منها إلا الحريرة ودقات الطبل

بقلم عبد الله السبيطي
العديد من عادات شهر رمضان اختفت بمدينتنا ازمور ولم تبقى منها إلا الحريرة ودقات الطبل .
من العادات التي كانت ترتبط بوجبة الفطور، فبمجرد بداية أذان المغرب من المسجد الكبير بالمدينة القديمة ثم تليه باقي المساجد والزوايا تطلق ضربة المدفع معلنة عن حلول الفطور والتي كانت تطلق من أعلى برج السور المقابل لضريح سيدي وإعدود والمحادي حاليا لحي بن كيران والذي تسمع ضرباته من مناطق بعيدة مثل سيدي احميدة وسيدي حمو وسيدي اعلي والولجة….ومن القائمين على المدفع : المرحوم بن عمر.
وقد كانت شربة الحريرة فارضة نفسها على مائدة الفطور __لا فطور بدون حريرة__ والتي كانت تعتمد في طبخها على قدر إما من الفخار او من الالمنيوم والوقود من الفحم الخشبي اوالحطب ويضاف إليها إلى جانب الحمص والعدس الفول.
إلى جانب الحريرة توضع على مائدة الإفطار حبات من التمر وقليل من الحلويات : الشباكية ولمخرقة والشاي او الحليب الممزوج بالقهوة .
من بائعي الشباكية ولمخرقة نستحضر المرحوم الحاج عبدالله البوزيدي و المرحوم الحاج محمد هاشم الأمين والمرحوم سي أحميدة فكاك والمرحوم لمعلم الحاج الهاشمي بشارع محمد الخامس الذي كان يحضى انتاجه بإقبال كبير .
لم يكن السمك ضمن مائدة الإفطار إذ كان صيد الأسماك يتوقف خلال شهر رمضان بسبب انعدام الطلب عليه حيث كان الصاءمون يعتبرون تناوله يثير العطش خلال النهار….
اما ما يتعلق بوجبة السحور فالقليل أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات ممن كان يتوفر على جهاز التلفاز على الرغم أن برامجه كانت تتوقف عند منتصف الليل، كما أن المقاهي كانت قليلة مثل مقهى البريد ومقهى بن سالم ومقهى منيار …..وحتى الناس لم يكونوا مدمنين عليها كما هو الامر حاليا في انتظار حلول وجبة السحور ولذلك كان الصاءمون لايستيقظون إلا بعد سماع دقات الطبل للمرحومين فرطاطة وبا العمراني والزيتوني والموزعين على احياء المدينة اوبسماع صوت النفير للمرحوم سي حيدة اوصوت الغيطة من أعلى صومعة مسجد الزيتونة للمرحوم سي بوشعيب بن سلام المراكشي المعروف باسم ولد مومنة والمتوفى سنة 1969.وقد كانت وجبة السحور تقتصر فقط على ما يسمى بالبطبوط والشاي ومع ذلك كان الصاءمون لا يشعرون بالجوع والعطش رغم ما كان يقوم به معظمهم من أعمال شاقة خلال النهار…
ومن العادات التي كانت مرتبطة أيضا بشهر رمضان زمان انه بعد صلاة العصر يتجه بعض الشباب البالغين سن الصيام إلى الساحة الكبرى حيث كان يصطف على طول حائط القيصارية القديمة للكتان بالقرب من باب المدينة القديمة أصحاب الحلوة ( اغريبة..كعك وووو) مثل لبعيوي والحمار وامهيضرة وباناصر لبيعها مباشرة او عن طريق لعبة ( على شكل رهان) تدعى ب :اتقرقيب أو : الفرد ..الزوج ..ولم تكن تسجل خلال شهر رمضان زمان اية حالة من الفوضى طيلة النهار كما عليه الأمر حاليا اللهم بعض الصاءمين الذين يصيبهم نوع من القلق فيتجون إليهم الناس بكلمة: المغرب باقا….
اللهم أغدق شابيب رحمتك على أرواح من توفي من هؤلاء الرجال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى