ثقافة و فن

منظمة العفو الدولية في المعرض الدولي للنشر والكتاب 2019 “الإبداع الحر قوة من أجل التغيير”

 

تشارك منظمة العفو الدولية – المغرب، كما دأبت على ذلك منذ عشرين سنة، في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الفترة من ” 7 إلى 17 فبراير 2019، بمدينة الدار البيضاء، إيمانا منها بأهمية الثقافة والإبداع في تعزيز المثل والقيم الإنسانية الكونية، والمساهمة في تقدم الأمم وبناء حضارتها وتنوعها الثقافي.
وتأتي هذه المشاركة تحت شعار” الإبداع الحر قوة من أجل التغيير” بعد حملة منظمة العفو الدولية ” أكتب من أجل الحقوق” التي خصصت لتسليط الضوء على ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في العديد من البلدان بما فيها المغرب. كما تصادف ذكرى مرور 70 عاما عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي جاء يبشر بالمساواة والعدالة وسيادة القانون والحريات الأساسية، واكتمال ستون عاما عن صدور ظهير الحريات العامة في المغرب.
وخلال كل هذه العقود، كشف الكتاب والشعراء والفنانون عن قدرتهم على التغيير من خلال تعبئة الناس للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وعن القيم التي يريدون لها أن تسود العالم، وتمكينهم من الدفاع عن الحق في حرية التعبير، كما برز دورهم الفاعل في خلق مجتمعات يتمتع فيها الجميع بحقوق الإنسان.
إلا أن هذه السنوات كشفت من جهة أخرى التحدي الكبير الذي يواجهه المبدعون وأصحاب الرأي المستقل والمتمثل في تضييق هامش الحريات، واستمرار الخطاب الذي يستغل الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، لإتاحة المبرر للحكومات الساعية لتعديل التوازن بين سلطات الدولة والحريات الفردية.
وقد اكتست الاعتداءات على المبدعين/ات الأحرار وذوي الرأي المختلف الذين يعبرون بجرأة عن نصرتهم لقضايا الكرامة والمساواة لكل البشر، خطورة كبرى تنوعت بين محاكمات جائرة واعتقالات وتصفية ونفي ومنع من الكتابة. ومع ذلك فقد أبدى المبدعون المرة بعد المرة، أنه لا يمكن إخراس أصواتهم وتكبيل حرياتهم التي تشكل المناخ الحيوي لازدهار الإبداع بمختلف أصنافه كالشعر والكتابة والموسيقى الفنون التشكيلية والرقص وغيرها.
ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به في مجال ثقافة حداثية مستنيرة، بل بوسعنا أن نحرز إنجازات كثيرة عندما نتمسك بالدفاع عن حرية التعبير والرأي، وعدم الخضوع لسياسات السلطة التي تسعى إلى تنميط الإبداع وحشره في منطق الإجماع السياسي.
وتعمل منظمة العفو الدولية دائما من أجل دعم المبدعين/ات والدفاع عن حريتهم في التعبير والتنوع الثقافي واحترام التعددية والتداول الحر للأفكار والمعارف. كما تؤمن المنظمة بأن دور المبدعين ضروري للإعلاء من قيم حقوق الإنسان والانفتاح الديمقراطي، وهذا الدور يزداد قوة ورسوخا كما تزداد الحاجة المجتمعية له، رغم كل التحديات التي تعترض سبيلهم، سواء تلك التي تتعلق بثقافة التطرف والتعصب والانغلاق، وتمييع السلطات للعمل الثقافي الجاد، وبأن الأمل الذي يبقي الإبداع الإنساني في نفوس الناس سيظل يمثل دائما دافعا هائلا نحو التقدم.
ومن هذا المنظور، تدعو منظمة العفو الدولية الحكومة إلى وقف تهديداتها لحرية التعبير ورفع يدها عن المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والصحفيين، والعمل على خلق مناخ ديمقراطي حقيقي يزدهر فيه الإبداع وتنمو فيه حياة ثقافية إنسانية منفتحة.
وتحرص منظمة العفو الدولية هذه السنة، وهي تشارك في المعرض الدولي للنشر والكتاب، على جعل رواقها منصة لدعوة المبدعين/ات المغاربة إلى مواصلة نضالهم الثقافي والتأكيد على حقهم في الحرية الكاملة لممارسة دورهم التنويري في بناء مجتمع المعرفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى