اقلام حرة

المغرب وإفريقيا، تعاون وطموح مشترك نحو مستقبل أفضل

أنفاس بريس 24 : بقلم الباحث عبد الغني لزرك.

منذ فجر استقلال المغرب وهو متشبث بهويته وجذوره التاريخية الإفريقية، وظل يطمح إلى تطوير علاقاته مع أشقائه الأفارقة  كأهم أولوياته الاستراتيجية، وقد اتضح الأمر جليا في العهد الجديد عهد جلالة الملك محمد السادس، الذي اتخذا بعدا ومنحى جديدا في علاقاته مع الدول الإفريقية، أولها عودة المغرب إلى البيت الإفريقي ( العودة للاتحاد الإفريقي 2017)، ثم روابط البيعة والوفاء عبر التاريخ بين الأفارقة والسلاطين المغاربة.

هذه الرؤية الشاملة والمتكاملة التي جاء بها جلالة الملك فهي ترتكز على أسس التعاون جنوب ـ جنوب، وكذا على ضرورة التنمية البشرية في إقامة روابط اقتصادية منصفة وعادلة ومتوازنة، فكل الزيارات العديدة التي قام بها جلالته فهي تبين الالتزام الصادق للمملكة المغربية اتجاه القارة ،وهو الالتزام الذي أصبح يشمل كافة المجالات أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو روحية، وفي هذا الصدد قال جلالة الملك في إحدى خطاباته المؤرخة  في 14 فبراير 2014 بالعاصمة الايفوارية أبيدجان ” إفريقيا لاينبغي لها أن تظل رهينة لماضيها ولمشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية، بل عليها أن تتطلع لمستقبلها بكل عزم وتفاؤل، وأن تستثمر في سبيل ذلك كل طاقاتها”.

هذا المنحى الذي يسلكه المغرب فهو يتماشى مع التشكيل الجديد الذي يعرفه الاقتصاد العالمي، هذه الرهانات الاقتصادية العالمية فرضت على إفريقيا إعادة التموقع كقطب اقتصادي عالمي جديد للنمو.

فنحن لاننكر أن القارة الافريقية أصبحت في السنين الأخيرة محط أنظار المستثمرين الأجنبيين وتسابق الدول الأوربية وأمريكا والصين من أجل الاستثمار فيها.

فالمغرب فطن لهذا الأمر خصوصا وأنه يتواجد في موقع استراتيجي وفي مفترق طرق الأسواق العالمية، وأن له اتفاقيات عديدة مع إفريقيا منذ عهد الستينيات، حيث عقد أكثر من 500 اتفاق للتعاون مع دولها، فجاء العهد الجديد لجلالته من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية في إطار سياسة ” جنوب ـ جنوب” أي اعتماد إفريقيا على نفسها بنفسها وتسخير الامكانيات التي تتوفر عليها، إضافة إلى تجسيد العلاقات التاريخية تنمويا ودينيا وإنسانيا.

وتهدف كل الزيارات العديدة التي قام بها أو التي سيقوم بها مستقبلا جلالة الملك لعدد من دول القارة إلى وضع الاطار القانوني الملائم لتطوير علاقات الاستثمار والأعمال بين المغرب ومختلف شركائه الإفريقيين.

وحسب بعض الاحصائيات المتوفرة، فإن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وإفريقيا انتقل من 10 إلى 37 مليار درهم مابين 2004 و2014، ووصلت الصادرات المغربية نحو إفريقيا جنوب الصحراء 11.7 مليار درهم 2013 مقابل 2.2 مليار درهم سنة 2003.

فهذا التعاون الافريقي المشترك والطموح سيساهم في تحرير قدرات القارة ومنح شعوبها أملا في حياة أفضل وتجسيدا أكثر فأكثر على أرض الواقع شراكات جنوب ـ جنوب في القطاعين العام والخاص، والمغرب لازالت طموحاته مستمرة في السنوات القادمة للاستثمار داخل القارة والتوغل أكثر داخل الأدغال الإفريقية.

المراجع المعتمدة:

ـ وزارة الاقتصاد والمالية ، مجلة المالية، العدد 28، غشت 2015.

ـ مديرية الدراسات والتوقعات المالية، العلاقات المغربية الإفريقية: طموح نحو” حدود جديدة “، شتنبر 2014.

ـ مواقع الكترونية مختلفة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى